معجزة القرآن الكريم
+9
Ahla Mo0o0o0n
Prince.Ahmed
zizoramzi
قاهر المساعدون
marqise
لائق
تطوير نت
abir2000
Mahmoud Eslam
13 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
معجزة القرآن الكريم
معجزة القرآن
الشـيخ عبد الله القرعـاوي
الحمد لله الذي بين الطريق وأوضح المحجة، أنزل القرآن هدى للناس وبينات من
الهدى والفرقان، وأرسل رسله -( مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا
يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ)- [النساء/165] أحمده سبحانه
وأشكره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً
عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى
يوم الدين، أما بعد:
عباد الله:
اتقوا الله تعالى، واعلموا أن القرآن هو المعجزة الخالدة والنور المبين
والشفاء النافع والعصمة لمن تمسك به والنجاة لمن اتبعه، لا يزيغ فيُتَّقى
ولا يعوج فيقُوَّم، ولا تنقضي عجائبه، ولا يَخْلَق من كثرة الرد، من قرأه
أُجر، ومن اتبعه هُدي إلى صراط مستقيم، ومن تدبره تذكر، ومن حكم به عدل،
ومن قال به صدق، ومن نطق به أصاب، تحدى العظماء وأفحم البلغاء، وأسكت
الشعراء، وَكَلَ الله إلى كل أمة أن تحفظ كتابها وتصون منهاجها قال تعالى:
-(بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ
شُهَدَاءَ)- [المائدة/44].
أما القرآن العظيم فقد تكفل الله بحفظة -(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا
الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)- [الحجر/9] فهو محفوظ بحفظ الله
مصون برعاية الله -(لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا
مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)- [فصلت/42]، حفظه الله
وأعزه وصانه وحماه وشرفه وكرمه ورفعه وعظّمه وسماه روحا ورحمة وشفاء وهدى
ونورا وفرقاناً وبصائر، جعله الله متلُوّاً لا يُملّ على طول التلاوة،
ومسموعا لا تمجه الآذان، وغضّا لا يَخْلق على كثرة الرد، وعجيبا لا تنقضي
عجائبه، ومفيدا لا تنقطع فوائده، وجمع الكثير من معانيه في القليل من لفظه،
وتحدى الجن والإنس أن يأتوا بمثله أو بسورة أو بآية من آياته -(قُلْ
لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ
هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ
لِبَعْضٍ ظَهِيرًا)- [الإسراء/88].
جميل في لفظه، بديع في نظمه، عظيم في سبكه، الكلمة منه أو الآية إذا كانت
في خطبة كانت وجهها كالياقوتة التي تكون فريدة العطر وكالتاج على الرأس،
إذا وقع بين كلام وشحه، وإذا ضمن في نظم زينه، وإذا اقتبس لأسلوب جمله،
مؤتلف غير مختلف، منتظم غير متفرق، مترابط غير متفكك -(وَلَوْ كَانَ مِنْ
عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا)-
[النساء/82].
حسن في السمع، سهل على اللسان، قريب من الفهم، سريع إلى القلب، له من
التمكن في النفوس والوقع في القلوب ما يذهل ويبهج، غير ثقيل على الأسماع،
ولا صعب على الأفهام -(ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ)-
[الأنعام/88].
له حلاوة، وعليه طلاوة، يبهر ذوي النهى، وأرباب الحجا بما فيه من حكمة
وأحكام، واحتجاج وتقرير، واستشهاد وتقريع، وإعذار وإنذار، وتبشير وتحذير،
وتنبيه وتلويح، وإشارة وتصريح، وسياسات جامعة ومواعظ نافعة وأوامر صادعة،
وقصص مفيدة وثناء على الله، ونواهٍ عن القبائح وزواجر عن الفواحش، وإباحة
للطيبات، وتحريم للخبائث، يحيي قلوباً ميتة، وينير عقولاً، مظلمة، ويبعث
أجساداً هامدة -(وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا
مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ
نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي
إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)- [الشورى/52].
وهو روح لأنه يحيي الخلق ويبعث بالنفوس الحياة، وهو نور لأنه يضيء للقلوب
والعقول والبصائر ضياء الشمس في الآفاق، دعا إلى الوحدانية في أجمل أسلوب
وأصدق عبارة فقال: -(هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ
مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)-
[غافر/65].
ودعا إلى التفكر في آيات الله والتأمل في مخلوقاته والنظر في ملكوته، وربط
ذلك بتوحيده جل وعلا فقال: -(أَمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ
وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ
ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ
اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ*أَمْ مَنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا
وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ
الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا
يَعْلَمُونَ*أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ
السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ
قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ*أَمْ مَنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ
وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ
أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ*أَمْ مَنْ
يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ
وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ
كُنْتُمْ صَادِقِينَ)- [النمل/60-64].
وردّ شبه الملحدين في أسلوب معجز، وبيان مفحم وحجة دامغة، فقال سبحانه:
-(لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ
اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ)- [الأنبياء/22].
وقال لمنكر البعث: -(وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ
يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ*قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا
أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ)- [يس/78-79].
وبين تعالى الأسلوب الأمثل والطريق الأكمل والنهج الأكمل في الدعوة إلى
الله فقال: -(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ
الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)- [النحل/125].
وحث على الوحدة ولزوم الجماعة والبعد عن الفرقة فقال: -(وَاعْتَصِمُوا
بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)- [آل عمران/103].
وبين النهج الأسلم والطريق الأحكم والخلُق الأعظم وجمع مكارم الأخلاق
ومحاسن الآداب في آية واحدة فقال: -(خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ
وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)- [الأعراف/199]، وقال تعالى: -(إِنَّ
اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى
وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ
لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)- [النحل/90].
وبين القاعدة في الحلال والحرام في جزء آية فقال: -( وَيُحِلُّ لَهُمُ
الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ)- [الأعراف/157].
وبين جل وعلا عظمته وسلطانه وأن كل ما في الكون تحت أمره ومشيئته في كلمتين
فقال: -(أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ)- [الأعراف/54].
وأخبر عن تمام الدين وصدق الرسالة ونقاء المنهج بكلمتين اثنتين فقال تعالى:
-(وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا)- [الأنعام/115] أي صدقاً
في الأخبار وعدلاً في الأحكام.
وبين مهمة نبينا صلى الله عليه وسلم بقوله: -(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ
إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا*وَدَاعِيًا إِلَى
اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا)- [الأحزاب/45-46].
وبين صفته جل وعلا وكماله وجلاله في جزء من آية فقال: -(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)- [الشورى/11].
ودعا إلى الجنة ونعيمها بكلمات وعبارات مؤثرة فقال: -(مَثَلُ الْجَنَّةِ
الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ
وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ
خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ
فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ)- [محمد/15].
وحذر من النار وجحيمها وجهنم وأهوالها في أسلوب مرعب وبيان مذهل فقال
تعالى: -(هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ
كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ
رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ*يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ
وَالْجُلُودُ*وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ*كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ
يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ
الْحَرِيقِ)- [الحج/19-22].
فأين نحن من هذا الذكر الحكيم؟ والقرآن المبين؟ قال تعالى: -(الَّذِينَ
آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ
يُؤْمِنُونَ بِهِ)- [البقرة/121] أي يتدبرونه ويتبعونه حق اتباعه، ويعملون
به حق عمله، فهؤلاء هم المؤمنون بالقرآن حقا وهم أهله وخاصته صدقا.
ما أشد الحاجة إلى العودة الصادقة لهذا القرآن العظيم، عودة بالقلوب والأفئدة، بالأرواح والأذهان، لا بالتلاوة باللسان فقط.
لقد غدا اهتمام بعض من الناس اليوم في إقامة حروفه فقط، ويقف سدا منيعاً دون حدوده، نعوذ بالله من ذلك.
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي
ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور
الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، أحمده سبحانه وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه
وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
عباد الله:
لقد كان صلى الله عليه وسلم يتخلق بأخلاق القرآن، ويتأدب بآدابه، ويمتثل
أوامره ويجتنب نواهيه، يحيي به ليله ويعمر به بيته، ويزكّي به فؤاده، إن
قرأه تدبر وتأمل ودعا واستغفر، وبكى وخشع وإن قرِئ عليه فاضت عيناه وذرفت
دموعه، إن أوصى أوصى بالقرآن، وإن وعظ وعظ بالقرآن، وإن أمّر أميراً
قَدَّمَ صَاحِبَ القرآن، وإن اختار إماماً فضل حَامِلَ القرآن، وإن دفن
أصحابه قدم صاحب القرآن، وإن حاور حاور بالقرآن، وإن جاءه متزوج ليس لديه
مهر زوجه بما معه من القرآن.
وكان يتدارس القرآن مع جبريل في شهر رمضان وكان يوصي أصحابه بالقرآن
والمداومة على قراءته فيقول: «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي
يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ».
ويقول صلى الله عليه وسلم: «يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ اقْرَأْ وَارْقَ
وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ
عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا»( ).
ويقول: «من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول -(الم)- حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف».
ويقول صلى الله عليه وسلم: «الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ
الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ
فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ».
ولقد تلق الصحابة رضوان الله عليهم وصايا نبيهم صلى الله عليه وسلم بالقبول
والإذعان، والعمل والتطبيق، فكان لبيوتهم دوي كدوي النحل بالقرآن، عمروا
به بيوتهم، وأحيوا به ضمائرهم، وتأدبوا بآدابه، وامتثلوا أوامره، واجتنبوا
نواهيه، فأنار الله بهم الدنيا، وعمر بهم العالم وأنقذ بهم البشرية.
أما حال بعض من المسلمين اليوم فهي حال مخيفة وأمر مؤسف، فقد أصبح لوحات
تعلق في البيوت، أو تمائم تعلق على الصدور، أو افتتاحات للّقاءات، أو أشرطة
تقرأ على الأموات، أو تقرأ على أناس غافلين لاهين عن القرآن وعن سماعه،
أما العمل بما فيه والاهتداء بهدايته والسير على محجّته، فذلك عزيز في
الناس وصدق على كثير منهم قول معاذ ابن جبل رضي الله عنه وأرضاه: "سيبلى
القرآن في صدور أقوام كما يبلى الثوب فيتهافت يقرؤونه لا يجدون له لا شهوة
ولا لذة، يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب، أعمالهم طمع لا يخالطه خوف،
إن قصروا قالوا: سنبلغ، وإن أساؤوا قالوا: سيغفر لنا إنا لا نشرك بالله
شيئا" انتهى.
ويقول الحسن رحمه الله: قال تعالى: -(كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ
مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ)- [ص/29] وما تدبر آياته إلا اتبعاه
وما والله ما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده حتى إن أحدهم ليقول: "قد قرأت
القرآن كله فما اسقطت منه حرفا". وقد والله أسقطه كله، ما يُرى له القرآن
في خلق ولا عمل.
وقال تعالى: -(وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا
هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا)- [الفرقان/30] وهجر القرآن يتجلى في أمور
عديدة منها:
هجر سماعه وهجر العمل به
وهجر تحكيمه والتحاكم إليه وهجر تدبره وتفهمه
وهجر الاستشفاء به أو التداوي به بالأمراض الحسية والمعنوية
عباد الله:
إن سعادتنا بالقرآن وفلاحنا بالقرآن وعزنا بالقرآن ومجدنا بالقرآن وفوزنا
في الدنيا والآخرة هو بالعودة إليه والتحاكم إليه وامتثال أوامره واجتاب
نواهيه قال عز وجل: -(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ
رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا*فَأَمَّا الَّذِينَ
آَمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ
مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا)-
[النساء/174-175].
اللهم إنا عبيدك بنو عبيدك بنو إمائك، نواصينا بيدك، ماضٍ فينا حكمك عدل
فينا قضاؤك، نسألك اللهم بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك،
أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن
العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا وغمومنا،
وسائقنا وقائدنا ودليلنا إليك وإلى جناتك جنات النعيم.
اللهم ذكرنا من القرآن ما نسينا وعلمنا منه ما جهلنا وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار، على الوجه الذي يرضيك عنا.
اللهم اجعلنا ممن يحل حلاله ويحرم حرامه ويعمل بمحكمه ويؤمن بمتشابهه.
اللهم فقهنا في الدين وعلمنا التأويل واجعلنا اللهم من العلماء العاملين وذرياتنا وذرياتهم إلى يوم الدين.
اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر،
وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر أصحاب
نبيك أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداءك أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين.
اللهم أعز من أعز كتابك وعمل به وأذل وأهن من أهان كلامك واستخف به يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم وآمنا في دورنا وأوطاننا وأصلح ووفق ولاة أمورنا اللهم وأصلح قلوبهم وأعمالهم وسددهم في أقوالهم وأفعالهم.
اللهم اغفر لنا ولآبائنا ولأمهاتنا ولأولادنا ولأزواجنا ولجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
-(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ*وَسَلَامٌ عَلَى
الْمُرْسَلِينَ*وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)-
[الصافات/180-182].
abir2000- المرشحون لفريق المساعدة
- الجنس :
تاريخ التسجيل : 25/03/2013
عدد المشاركات : 41
السمعة : 0
نقاط النشاط : 12237
العمر : 23
رد: معجزة القرآن الكريم
سبحان الله العظيم رب العرش العظيم
تطوير نت- عضو جديد
- الجنس :
تاريخ التسجيل : 10/04/2013
عدد المشاركات : 10
السمعة : 0
نقاط النشاط : 12152
العمر : 34
لائق- عضو جديد
- الجنس :
تاريخ التسجيل : 10/04/2013
عدد المشاركات : 25
السمعة : 0
نقاط النشاط : 12159
العمر : 57
marqise- احلى الخبراء
- الجنس :
تاريخ التسجيل : 05/04/2013
عدد المشاركات : 232
السمعة : 0
نقاط النشاط : 12569
العمر : 26
رد: معجزة القرآن الكريم
موضوع جيد شكرا جزيلا
zizoramzi- أحلى إدارى
-
الجنس :
دولتي :
تاريخ التسجيل : 13/03/2013
عدد المشاركات : 786
السمعة : 3
نقاط النشاط : 13365
العمر : 26
رد: معجزة القرآن الكريم
موضوع رائع تسلم
Prince.Ahmed- متوسط الخبرة
- الجنس :
تاريخ التسجيل : 11/06/2013
عدد المشاركات : 101
السمعة : 0
نقاط النشاط : 12047
العمر : 23
Ahla Mo0o0o0n- عضو جديد
- الجنس :
تاريخ التسجيل : 07/08/2013
عدد المشاركات : 23
السمعة : 5
نقاط النشاط : 11808
العمر : 29
رد: معجزة القرآن الكريم
شكرا لك
LeaDeR- أحلى مساعد
-
الجنس :
دولتي :
تاريخ التسجيل : 10/04/2013
عدد المشاركات : 858
السمعة : 0
نقاط النشاط : 13424
العمر : 39
رد: معجزة القرآن الكريم
شكرا لك
سوبر مان- أحلى مشرف عام
-
الجنس :
دولتي :
تاريخ التسجيل : 10/06/2013
عدد المشاركات : 953
السمعة : 0
نقاط النشاط : 13088
العمر : 25
رد: معجزة القرآن الكريم
شكرا لك
المتطوع المساعد- أحلى مشرف عام
-
الجنس :
دولتي :
تاريخ التسجيل : 07/08/2013
عدد المشاركات : 500
السمعة : 5
نقاط النشاط : 12459
العمر : 31
رد: معجزة القرآن الكريم
مشكووووووووووور
De$!gn- أحلى مصمم
-
الجنس :
دولتي :
تاريخ التسجيل : 10/08/2013
عدد المشاركات : 608
السمعة : 5
نقاط النشاط : 12442
العمر : 34
مواضيع مماثلة
» القرآن الكريم بصوت الشيخ سعد الغامدي
» بحلول شهر رمضان الكريم كود القران الكريم 24 ساعه
» معجزة الكلام عند الإنسان
» طفل معجزة محترف فى كرة السلة
» إذا مرَّ بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة.. معجزة نبوية ترد على الملحدين
» بحلول شهر رمضان الكريم كود القران الكريم 24 ساعه
» معجزة الكلام عند الإنسان
» طفل معجزة محترف فى كرة السلة
» إذا مرَّ بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة.. معجزة نبوية ترد على الملحدين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى